سلسلة ملخص كتاب فتنة التصوير الضوئي - هل التصوير الضوئي مرآة

 هل التصوير الضوئي مجرد عكسٍ للضوء كالمرآة؟

أولا، لبيان هذا نحتاج شرح مزيد من المفاهيم والأساسيات:

ما هي الصورة؟

وبالصورة نقصد الصورة الحسية المرئية، وهي صورتان:

صورة أصلية: وهي الصور التي خلق اللّه عليها خلقه. صورة لا يمكن إدراكها إلا برؤية الضوء المنبعث بعد انعكاسه عن ذات المخلوق.

صورة منسوخة: وهي بيت القصيد، الصورة التي حرم صنعها إن كانت لذات روح، وهي:

أيُّ تمثيل بصري لشيء، يتيح لك أن تدرك كيف يبدو الشيء دون الاعتماد عليه نفسه أو وجوده.

وبعبارة أخرى: أيُّ تمثيل بصري لشيء تم إدراكه بسبب ضوء منعكس عن غير ذات الشيء.
فكلما أدركت كيف يبدو شيء ما دون النظر مباشرة إلى ذاته أو انعكاسه، فاعلم أنك نظرت إلى صورة منسوخة له، حتى ولو كانت مطابقة له بأدق التفاصيل، فتلك الصورة ليست بضوء منبعث أو منعكس عن الشيء نفسه، بل هي ضوء منبعث أو منعكس عن شيئ منفصل عن كيانه، له كيان مستقل بحد ذاته، تم إيجاده عن طريق عملية، باستخدام آلة، ويخزن في مادة. ويتضمن هذا التعريف صور الأشياء الخيالية، فالمصور ينسخها من مخيلته.

ما هي المرآة؟

المرآة جسم أملس صقيل، مما يجعل الضوء ينعكس عنها بانضباط، وعندما تصطدم بسطحها، تنعكس بزاوية مساوية للسقوط، فتصل للعين، فيفسر الدماغ الانعكاس وكأنه جسم خلف المرآة اعتمادا على الخط المستقيم بينه وبينها، رغم أن الجسم الحقيقي أمام المرآة.

ثانيا: الإشكال ينشأ من الظن بأن المصورة تعمل كالمرآة، لأن كلاهما يُظهر ما أمامه كما هو. ولكن الفرق الجوهري هو ما يحدث بعد وصول الضوء: فالمرآة تعكسه فورا دون معالجة، أما المصورة فتمتصه وتستخدم طاقته لتكوين صورة ثابتة. كيميائيا في المصورات القديمة، وكهربائيا في الرقمية. إذن المصورة لا تعكس الضوء مباشرة، بل تستفيد من خصائصه، والإشكال نابع من إغفال هذا الفارق.
ولمزيد من البيان، لك أن تتأمل أنه قبل التقاط الصورة، كل شاشة هاتف تعرض نفس المشهد بشكل مختلف، مما يثبت أن أي صورة ضوئية ليست حبسا لما في الواقع، بل إعادة خلق المشهد بسرعة هائلة.


 

المصدر: اضغط هنا

 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلسلة ملخص كتاب فتنة التصوير الضوئي - علة تحريم التصوير

فقه بنات الإمام الألباني في الدعوة إلى الله ومزاحمة أهل الباطل

سلسلة ملخص كتاب فتنة التصوير الضوئي - التصوير الضوئي ليس مضاهاة