سلسلة ملخص كتاب فتنة التصوير الضوئي - بيان ماهية التصوير الضوئي
الباب الأول: بيان ماهية التصوير الضوئي
كيف نرى؟
الضوء يسير في خط مستقيم1، وعندما يعترض جسم طريقه، ينعكس إلى عينيك فترى. إذ نحن لا نرى الأشياء لكونها موجودة، بل نرى الضوء المنعكس عنها. وكلما قل الضوء، قل الانعكاس، والعكس صحيح.
وبما أن العالم شاسع والعين صغيرة، فهذا يعني أن أشعة الضوء تدخل من فَتْحَة صغيرة جدا إلى غرفة مظلمة.
ماهو الضوء؟
الضوء شَكْل من أشكال الطاقة — وأهمها — التي تنبعث من الأجسام التي لها طاقة زائدة، وتكون مرئية للعين البشرية. لونه يتوافق مع كمية الطاقة، حيث يتراوح من الأحمر منخفض الطاقة إلى البنفسجي عالي الطاقة. وعندما تجتمع هاته الألوان — ألوان قوس المطر —، نراها بيضاء، أي ضوء أبيض.
مهد التصوير الضوئي
لوحظ أنه لو كانت غرفة بها ثقب صغير في أحد الجدران، فسيتم رؤية صورة ما في الخارج على الجدار المقابل للثقب، مقلوبة.
وتظهر مقلوبة لأن الضوء يمر من خلال ذاك الثّقب، ولا يمكنه المرور مباشرة. فالزاوية التي يستطيع الدخول منها تكون مائلة جدا، فتتسبّب بذاك القلب.
لماذا لا نوسع الفَتْحَة لكي يستطيع الضوء الدخول مباشرة ولا تظهر الصورة مقلوبة؟
إن وسّعنا الفَتْحَة، فلن تصبح الغرفة مظلمة، ولن نرى الانعكاس، لأن تركيز الضوء هو ما يسمح برؤيته.
مولد التصوير الضوئي
حتى الآن، لا تصوير. مجرد توجيه للأشعة الضوئية، كما المرآة، بحيث، لو أُخْفي الجسم، لاختفى انعكاسه.
وبما
أن
التصوير
قائم على ترتيب أشكال وألوان، وأن
الضوء
مجرد
طاقة، فقد
اعتمد
أحدهم على
هذا
ووضع
مواد
حساسة للضوء في الجزء الخلفي من تلك
الغرفة، مما
سبب تفاعل
المواد الكيميائية،
وتغير
ألوانها بسبب
تأثير طاقة الضوء عليها.
تغير
الألوان في المناطق التي أصابها الضوء
هو ما
مكن من
نقش الصورة
على سطح
المادة.
لكن
مجرد تسليط الضوء لم يكن كافيا، فأول صورة
استغرقت 8 ساعات
وكانت ضبابية لعدم جمع الضوء بكفاءة.
ثم
تحسنت الصور مع تطوير العدسات التي تركز
الأشعة على نقطة واحدة، ونظام التركيز
الذي يضمن وصول الضوء بدقة إلى المستشعر،
مما جعل الصورة أوضح.
بيان ماهية التصوير الضوئي
يسميه
البعض التصوير "الفوتوغرافي"،
وهذا
خطأ، فكأنك تسميه:
"التصوير
الضوئي الرسمي"
أو
"التصوير
الضوئي التصويري".
وكلمة
"فوتوغرافي"
مستعربة،
أصلها من "Photography"،
والتي بدورها أصلها يوناني، وهي مكونة
من كلمتين:
"Photo": من
الكلمة اليونانية "Phos"،
وتعني
"ضوء".
و"Graph":
تعني
"رسم".
أي
أن
أهل الصنعة يسمونه
"الرسم
الضوئي"
ويُعَرِّفُونَهُ
على أنه رسم أصلا،
والآلة التي تقوم به ترسم، الفارق فقط
أنها تستعمل الضوء.
وقد
يستشكل
البعض استعمال الضوء لتشكيل ألوان دون
حبسه نفسه، وهذا يرجع لعدم
فهم التصوير والصورة فهمًا
أصوليا، والاعتماد على الفهم السطحي،
فالتصوير
الضوئي يجمع البصريات والكيمياء والكهرباء
والفيزياء وعلوم الحاسوب، ومن الطبيعي
أن يفهمه خطأ من يفتقد أساسيات هذه العلوم.
ماهو التصوير؟
التصوير هو تصيير الصور وصنعها، والصور ألوان مرتبة، وترتيبها هو ما يمكننا من تمييزها.
تصيير الصور يكون عن طريق تشكيلها وتخطيطها، وهو ما أُفَضِّل تسميته — عند التدقيق — بـ(ترتيب ألوانها).
إدراك الصور المجسمة يحتاج عوامل أكثر عند صنعها، ولكن يبقى للألوان دور أساسي عند إدراكها. ولك أن تَتَمعّن في الرسوم المسطحة التي تبدو ثلاثية الأبعاد، فمَا هي إلا ترتيب لألوان.


